دور الحضارم في نشر الدين على مستوى العالم
كان لأهل حضرموت دور كبير في نشر الإسلام على مستوى العالم، خصوصاً في الشرق وأقصى الشرق، وكان بعض التجار الذين ذهبوا إلى هناك وجمعوا بين التجارة والدعوة سببا لدخول كثير من الناس في الإسلام،
.jpg)
كانت بدايته في القرن السادس الهجري، يعني ما يقرب من ثمانمائة سنة، وقد كان في مناطق شرق آسيا دخول إلى الإسلام قبل هذا الوقت لكن في أفراد؛ وأكثر من أثَّروا تسعة، حتى اشتهروا بين أهل إندونيسيا بالأولياء التسعة، وصلُوا إليها من الهند وأصلهم من مدينة تريم، أولئك كانوا أصحاب تربية، وسر التربية هو الذي أثَّر في نشرهم الإسلام، فتصوُّفهم النقي مكَّنهم من إبراز الإسلام في حقيقته وجماله. كانوا يشتغلون بالتجارة، ولكن لم يكونوا مجرد تجار وما كانت التجارة ميزتهم، بل كان لهم نصيب من العلم، وقد أخذوا مفاهيم واسعة في الشريعة والإسلام، وكانت لهم تربية صوفية فاضلة بسببها تمكَّنت فيهم الأخلاق الطيبة، وكانت معاملتهم للناس بالأمانة والصدق والإحسان أقوى المؤثرات في التعريف بالإسلام، ما كانوا يعدون هذه الصفات إلا عبادةً وقُربةً إلى الله تعالى وواجباً دينياً، لا يحملهم عليها كونها وسيلة لتحصيل الأغراض ولحصول السكون والأمن وهي فيها ذلك، لكن ما كان هذا هو الحامل والدافع الوحيد لها، ولما كان الدافع طلب رضوان ربهم والحصول على الدرجات الأبدية في الآخرة كانت الأخلاق فيهم أعمق، وعلى يدِهم بدأ انتشار الإسلام وعمَّ أعداداً من عامة الشعب، ومن السلاطين الذين كانوا يحكمون، ودُعوا لتولِّي الحكم في كثير من المناطق فرفضوا، ولكن اضطر بعض أولادهم بعد تزوُّجهم ببنات السلاطين وغيرهم، وعند عدم وجود المتأهل للسلطنة من أسرة السلطان لما مات فعُيِّن ابن بنته وهو ابن أحد هؤلاء الدعاة، وكانوا أيضاً في الحكم مثال للأمانة والعدل والرحمة، فساعد ذلك على انتشار الإسلام أكثر.
ولم تزل تلك الشعوب تشعر بأن الإسلام وصلها من حضرموت، فنشاهد هذا في عواطفهم عندما نزورهم أو يزورونا. ومن جماعة وأقارب الذين وصلوا إلى إندونيسيا قوم كانوا في جنوب الهند أيضاً هم سبب نشر الإسلام على سواحل جنوب الهند في مثل (كيرالا) ويقال لها (مليبار). وآخرون ذهبوا إلى ماليزيا والفلبين، ومثلهم جماعات توجهت إلى شرق أفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق