تأثير المدرس سلبا أو إيجابا على طلبته
لتأثير المدرس على طلبته أسباب ظاهرة وأسباب باطنة ، وقد فصل ذلك الإمام أبو حامد الغزالي عليه رحمة الله تبارك وتعالى في بيان وظائف المرشد المعلم من كتاب العلم من إحياء علوم الدين، كما هو مبيَّن على ألسنة أئمة الدين من أهل الرسوخ والتمكين والدلالة على الحق تبارك وتعالى.
فأهم الأسباب الظاهرة: الإتقان والإحسان والاستيعاب وحسن البيان والتفهيم، وأن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه في تطبيق ما يعلمهم ويدعوهم إليه ائتمارًا للمأمور وانتهاءً عن المنهي عنه، ومتابعة النظر لهم أثناء التقرير ومتابعة مساءلتهم وتصحيح أجوبتهم، والثناء على المُجيد المُتقن بما لا يوقعه في الغرور، وحثِّ المتأخر المتكاسل بما لا يوقعه في اليأس.
وأهم الأسباب الباطنة: إخلاص القصد لوجه الله الكريم، وامتلاء القلب بالرحمة والشفقة على المتعلمين، ونية إنقاذهم من جميع الشرور والفساد، وتقريبهم إلى رب العباد، وربطهم بالأسوة الذي ارتضاه ربهم لهم حبيبُه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتواضعه القلبي، وكثرة تضرعه بالأسحار، وتفقُّده لأحوال وصفات قلبه، وكثرة تأمُّله لتلك الأحوال والصفات، واستناده إلى الله، وتفويضه إليه وشهوده الأثر منه جل جلاله وتعالى في علاه..
وبضِدِّ ما ذكرنا من هذه الأسباب الظاهرة والباطنة، وبفقدِها يكون التأثير السلبي وجلب المضرة إلى المتعلمين والمتلقِّين بما يوقعُهم فيه، إما من تعالٍ وترفُّع، وإما تحاملٍ وحسد، وإما مِن فصلٍ بين العلم والعمل، وغير ذلك من المساوئ التي تحصل بسبب التعليم القائم على غير الأساس القويم .
.jpg)
ما هي العلوم والثقافات التي يجب على المعلم أن يتسلَّح بها ؟
العلوم والثقافات التي يجب على المعلم أن يتسلح بها:
أولها: سعة الإطلاع في مادته التي يدرسها، واستيعابه لأطراف مسائلها وتمكُّنه فيها، ثم الحاجة شديدة في المعلمين عامة ومعلمي علوم الشريعة خاصة للإطلاع على سيرة خير المعلمين وإمامهم وقائدهم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والتضلُّع في التعرف عليها وتأمُّل معانيها وما احتوته من إشارات ودلالات، ثم علم السلوك الذي لا يستغني عنه معلم لأي مادة ويتأكد على معلمي علوم الشريعة المطهرة، فيجب أن يتسلح به المعلِّم وأن يأخذ نصيبًا وافرًا من ذلك العلم إدراكًا ووِجدانا وذوقًا وتحقُّقا، ثم تاريخ المسلمين والأطوار التي مرت بها الأمة في نواحي حياتهم في تطبيقهم لأمر الشريعة وقيامهم بها، وما اتصل بذلك من نماذج عجيبة ومسالك شريفة وقدوات حسنة وسموٍّ في المبدأ وإبداعٍ في التطبيق والتنفيذ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق