الاثنين، 25 مارس 2013

كيف يكون للإنسان حضور في الأذكار؟


بأن يتكلَّفه في البداية، فيصرف قلبَه عن الفكر في أي شيء إلا معنى الذكر، وكلُّ ما طرأ عليه شيءٌ أعرض عنه وعاد إلى استحضار معنى الذكر، فيجعل معنى الذكر الصادر من لسانه حاضراً في قلبه؛ فبالمداومة وهي عبارة عن مجاهدةٍ على ذلك يستقر الحضور في القلب، ثم يتمكن فيصير المعنى حاضراً في القلب قبل النطق، ثم إذا تمكَّن أكثر يصير يصعب عليه أن يستحضر غير معنى الذكر، فإذا احتاج إلى استحضار شيء تكلَّف استحضار ذلك كما كان في البداية يتكلف الحضور في الذكر، هذا إن أحكمَ الدرجة الأولى ودامَ عليها، ثم وراء ما ذكرنا أيضاً درجاتٌ يصعب التعبيرُ عنها.
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده        ولا الصبابة إلا من يعانيها
 الصبابة هي: التولُّع والعشق.
قال الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ نفعنا الله وإياكم به :
إنما ينجح ويفلح من سلّم زمامه لمفلح ومن لم يسلِّم لمفلح كيف يفلح ، ويحصل المريد على النظر من شيخه بتفانيه بالقيام بالأمر وتنفيذ المهمة وامتلاء قلبه بالمحبة والإخوّة والإجلال في الله وأفنى مقصوده ومراده ووجهته في مقصود ومراد ووجهة




قال سيدي الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ نفعنا الله وإياكم به :
قد علمتم حكمة الحق في إرسال الرسل وإنزال الكتب وفي ترتيب حتى الملائكة إنما يتجلّى على الخلق بالخلق هذا سر حمل اللواء في القيامة كذلكم ما لحظة مرّت من بعد أن فارق حبيب الله العالم إلاّ وورّاثه أساس إمداد الخلق وهم في ذلك على مراتب ينتهون إلى قطب الزمان وكامل الخلافة في الشأن ، ما أعجب مراتبهم ، على هذا مضى رجال الأمة إلى ليلتكم هذه التي أنتم فيها فيجب أن تدركوا ، نحن نكثر الإشارة في كثير من الكلام والتنبيه ولكن بعض كلاليب الناس هذه تحجبهم يظن أنه درى العبارة فما عبر وما دلالة العبارة إن لم تعبر بها ، لا بد من معرفة معنى الترقي من كان صاحب انتساب أو يظن أنه صاحب انكسار نقول الانكسار ترقي فلماذا وقفت أو يظن أنه صاحب تسليم فالتسليم زيادة لماذا وقفت هذا أمر خطير أنه يظن الإنسان أنه أدرك ، ميداننا هذا ميدان الفقر ما يمشي فيه إلاّ الفقر ، لا ترد ما عندهم بما عندك إذا أشار فلا تجعل فكرك يحجبك فإن تركت ما عندك أعطوك ما عندهم وإن تشبّثت بما عندك حجبت به ، المرء من حيث قلبه لهذا قال سيدنا الشيخ أبوبكر بن سالم ( واجعل وقوفك ما بقيت ببابنا ) ولهذا كان من أوسع أبواب الرحمة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيتخيّلوا صورته الشريفة أو صورة شيخه المنسوب إليه ، ورجال الحق مهما كان الواحد في أي درجة وأردت أن تدخل عليه من غير الباب ما يقبلك حتى النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لا يقبلك من غير أدبك ووقوفك على أبوابه لأنه ترتيب الحق كذا أنت بغيت تتعدى الحدود وتصل ، هل هذه ضحكه؟ هذه عبودية لله ما نطلب الأشياء من حيث المنع ما نطلب المنع من حيث أعطى أو عطاء من حيث مَنَعَ ، ما أعدم المداوون من يوم جاء الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ما حصلّنا جفا ، حصلّنا شيوخ يدلّعون نحن عليهم رضوان الله ، ولله في البرية جنود اختارهم هو ، و لا هو سهل الدخول في جندية للرب ، هيّأ لكم أسباب عظيمة ، على مدى العصور ما أحد يجد مثلها كما كان المريدين يُختبرون ويُفحسون فحس ، فتهيأت هكذا لنا الأسباب فعلينا ننتبه نعرف معنى الترقي وزيادته لا تقنع بحالك لا تخلّي الركب يمشي وأنت قاعد ، الله يوّفقنا وإياكم ما نقف عند شيء من أعمالنا وعقولنا وأحوالنا أبداً إن شاء الله فتحيط بنا العناية نفتك من القيد والحصر بعدين إلى الأوج الفسيح . بغينا الملبي المجيب والصادق المستجيب وربنا أقرب قريب . 





قال سيدي الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ نفعنا الله وإياكم به
   
قد يأتي حصول التأثير الطيب النافع والرجعة في استيعاب الأعمال تدريجيا شيء فشيء لكن لابد من سعة النية والفكرة والتصور ثم متابعة الأمر لتوسيع النطاق فيه بالتدريج على وجه الإحسان ومعناه لانحتاج إلى كثرة تنظيرات ومسميات وأشكال وحياكات نحتاج إلى كثرة بذل وجهد وتضحية وعطاء وإخلاص وصدق وإنابة وذكر وشكر ودعاء ما نحتاج إلى كثرة الأقوال ولاكثرة الأشكال ولاكثرة التنظيرات مع حاجاتنا إلى الفكر الصافي والتأمل الدقيق لنقترح من الأساليب والوسائل ماهو أنفع وأكثر فائدة وأيسر لحصول الثمرة والمقصود.




قال سيدي الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ نفعنا الله وإياكم به :
نحتاج إلى كثير من التفكير والتشمير في جانب الفهم عن اللطيف الخبير ، وارتقاء درجات القرب إليه والتحبب لديه والوقوف على الباب ، وطرق الأبواب على وجهها واختيار الأوسع منها من أجل أن يتنبه الدعاة إلى قوة الجهد في تصفية البواطن ، وتنقية السرائر ، وتقويم الصفات فيهم ، بحيث يطلبون الرقي بعد ذلك في كل أيامهم ولياليهم ، بحيث لا يغفلون عنه فيأخذون عدته ، وهي الانطواء في المشايخ ، وتعلّم إنكار الذات التي تتطهر وتتنظف وتتزكى وتُرتضى ، وأنه دون إنكارها لا يصح تسليمها ، ما دامت ذاتك معك موجودة ، فإن كنت تعرف أن تطهِّر طهرّها  ، لكن إذا سلمتها فالمسلَّمة أولى بتطهيرها وتنقيتها . كالذي يقف على المنظِّف والمغسِّل ويقول له هذه ثيابي أريد منك غسلها ، ويمشي بها معه ، أو يكون لابساً لها ولا يريد إخراجها ، ويمر كل يوم على المغسِّل ويقول له : غسِّل ثيابي ، يقول له المغسِّل: هل أنت تستهزي ؟ فماذا الآن أنت لابس ؟ إذا أردت مني غسلها بصدق فأعطني ملابسك ، فمعنا المغاسل التي تنظف ... سننظفها لك ، بل وسنكويها بعد ذلك ، وهكذا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق